||

تنقية الخلايا لعلاج الأمراض

مقدمة:

يُعد تحسين عمليات تنقية الخلايا العلاجية خطوة أساسية لتعزيز فعالية استخدام هذه الخلايا في علاج السرطان والأمراض الأخرى. تشمل العلاجات الخلوية المختلفة نقل نوع معين من الخلايا إلى المريض، مثل الخلايا الجذعية المأخوذة من نخاع العظام أو أنواع أخرى من الخلايا المستخدمة في العلاج الخلوي والعلاج المناعي.

قبل زراعة هذه الخلايا في جسم المريض، يجب تنقيتها بعناية لمنع تداخل الخلايا غير المرغوب فيها مع الخلايا العلاجية، إذ قد تؤدي الخلايا الملوثة إلى تقليل فعالية العلاج أو التسبب بمضاعفات. ومع ذلك، قد تكون بعض أساليب التنقية التقليدية غير فعالة، أو قد تُلحق الضرر بالخلايا المطلوبة للزراعة، مما يجعلها غير صالحة للاستخدام.

تعتمد العديد من تقنيات التنقية التقليدية على استخدام أجسام مضادة ترتبط بمستقبلات معينة على سطح الخلية. غير أن هذه المستقبلات قد تكون مشتركة بين أنواع خلوية متعددة، مما يصعب من عزل الخلايا المستهدفة بشكل انتقائي، ويؤدي غالبًا إلى الحصول على عينات غير نقية.

في هذا الإطار، قام الباحث هيروهيدي سايتو وزملاؤه في جامعة كيوتو بتطوير طريقة مبتكرة تستهدف الخصائص الداخلية للخلايا بدلاً من خصائصها السطحية. وتعتمد طريقتهم الجديدة على استغلال جزيئات الميكروRNA (microRNA)، وهي جزيئات تنظيمية تلعب دورًا رئيسيًا في تفعيل أو كبت التعبير الجيني داخل الخلايا.

طور الفريق البحثي أداة صناعية تُعرف باسم "مفتاح الميكروRNA" (miRNA Switch)، والتي تتيح الكشف عن وجود جزيئات الميكروRNA داخل الخلايا. وباستخدام هذه الأداة، تمكنوا من تنقية عدة أنواع من الخلايا بكفاءة عالية، بما في ذلك خلايا عضلة القلب النقية وخلايا الكبد النقية. وقد أظهرت النتائج أن نسبة نقاء الخلايا المحصلة بهذه الطريقة تفوق بكثير تلك التي يتم الحصول عليها باستخدام الطرق التقليدية المعتمدة على الأجسام المضادة.

علاوة على ذلك، تبين أن الخلايا المُنقاة بواسطة مفتاح الميكروRNA تتعرض لضرر أقل مقارنة بالطرق الأخرى، مما يحسن من قابليتها للاستخدام في التطبيقات العلاجية. يأمل الباحثون أن تُسهم هذه المنهجية المتطورة في توفير خلايا أكثر كفاءة وجودة للعلاج الخلوي والمناعي، مما يعزز فرص النجاح في علاج الأمراض المستعصية.