||

زراعة الخلايا الجذعية

مقدمة:

تم إجراء أول عملية زراعة لدم الحبل السري عام 1988 في فرنسا على يد الدكتور غلوكمان لطفل مصاب بفقر دم فانكوني، وهو نوع من أنواع فقر الدم الوراثي النادر. ومنذ ذلك الحين، أُجريت مئات عمليات زراعة دم الحبل السري الناجحة، وتم تأسيس مراكز متخصصة وكبيرة لتخزين هذه الخلايا في العديد من دول العالم.

تشير مراجعات الإحصاءات المنشورة إلى أن نحو 30,000 مريض يتم تشخيصهم سنويًا بأمراض قابلة للعلاج بزراعة الخلايا الجذعية من نخاع العظام. ومع ذلك، يُلاحظ أن حوالي 75% من هؤلاء المرضى لا يتمكنون من العثور على متبرع مطابق من حيث النمط النسيجي (HLA) للتبرع بنخاع العظام. علاوة على ذلك، فإن البحث في سجلات المتبرعين قد يستغرق وقتًا طويلاً، مما قد يؤخر بدء العلاج ويؤثر سلبًا على فرص الشفاء.

في هذا السياق، يوفر تخزين دم الحبل السري بديلاً فعالًا وسريعًا، حيث يقلل من الزمن اللازم للعثور على مصدر خلايا جذعية مناسب، ويزيد من عدد الخيارات المتاحة للمرضى. ويُعد هذا الأمر بالغ الأهمية للمرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة مثل اللوكيميا الحادة، وفقر الدم، ونقص المناعة، حيث يتطلب علاجهم تدخلاً سريعًا قبل حدوث تدهور كبير في حالتهم الصحية.

وفي الوقت الحاضر، تُجرى أبحاث مكثفة لاستكشاف تطبيقات الخلايا الجذعية في علاج مجموعة واسعة من الأمراض والحالات، بما في ذلك:

  • الأمراض العصبية وإصابات الجهاز العصبي المركزي.

  • ترميم الأنسجة القلبية والعظمية التالفة.

  • علاج الحروق والإصابات الجلدية.

  • استعادة وظيفة البنكرياس وتحفيز إفراز الإنسولين لعلاج مرض السكري.

  • ترميم أنواع أخرى من الأنسجة التالفة.

تُستخدم في هذه الأبحاث مصادر متعددة للخلايا الجذعية، بما في ذلك خلايا جذعية مأخوذة من نخاع العظام، ودم الحبل السري، وكذلك الخلايا الجذعية المشتقة من أنسجة البالغين

قائمة الأمراض التي يمكن علاجها باستخدام خلايا جذعية من دم الحبل السري

تشمل قائمة الأمراض التي يمكن معالجتها باستخدام الخلايا الجذعية المستخلصة من دم الحبل السري ما يلي:

1- اضطرابات خلايا الجذعية:

  • فقر الدم المثقوب

  • فقر دم فانكوني

  • البيلة الهيموغلوبينية الليلية الانتيابية (Paroxysmal Nocturnal Hemoglobinuria, PNH)

2- اللوكيميا الحادة:

  • اللوكيميا النخاعية الحادة (Acute Myeloid Leukemia, AML)

  • اللوكيميا اللمفاوية الحادة (Acute Lymphoblastic Leukemia, ALL)

  • اللوكيميا غير المتمايزة الحادة

3- اللوكيميا المزمنة:

  • اللوكيميا النخاعية المزمنة (Chronic Myeloid Leukemia, CML)

4- نقص إنتاج اللمفاويات:

  • لمفوما غير هودجكين (Non-Hodgkin’s Lymphoma)

  • لمفوما هودجكين (Hodgkin’s Lymphoma)

5- تشوهات وراثية في كريات الدم الحمراء:

  • الثلاسيميا الكبرى (Beta-Thalassemia Major)

  • فقر الدم المنجلي (Sickle Cell Anemia)

6- اضطرابات المناعة الخلقية:

  • متلازمة كاستمان (Kostmann Syndrome)

  • نقص التصاق الكريات البيضاء (Leukocyte Adhesion Deficiency)

  • متلازمة دي جورج (DiGeorge Syndrome)

7- نقص الصفائح الدموية الوراثي:

  • نقص الصفيحات الخلقي (Congenital Thrombocytopenia)

8- اضطرابات البلازما:

  • الورم النخاعي المتعدد (Multiple Myeloma)

  • اللوكيميا البلازمية (Plasma Cell Leukemia)

9- أمراض وراثية أخرى:

  • متلازمة ليش-نيهان (Lesch-Nyhan Syndrome)

  • نقص تنسج الغضاريف (Cartilage-Hair Hypoplasia)

10- أمراض أخرى قيد البحث والتجربة:

  • مرض الزهايمر (Alzheimer’s Disease)

  • مرض السكري (Diabetes Mellitus)

  • مرض باركنسون (Parkinson’s Disease)

  • إصابات الحبل الشوكي (Spinal Cord Injuries)

  • السكتات القلبية والدماغية (Heart and Stroke Injuries)

  • أمراض الكبد (Liver Diseases)

  • الضمور العضلي (Muscular Dystrophy)

ملاحظة:في الوقت الحالي، في بلادنا، تقتصر استخدامات خلايا دم الحبل السري العلاجية على الأمراض المرتبطة بالدم فقط، مثل الثلاسيميا، سرطان الدم (اللوكيميا)، وفقر الدم..

آفاق استخدام الخلايا الجذعية

لقد أثبتت الدراسات أن الخلايا الجذعية تمتلك قدرة واعدة على علاج مجموعة واسعة من الأمراض المزمنة والحادة، مما يجعلها محورًا رئيسيًا للأبحاث الطبية الحديثة. يجري حاليًا العديد من الدراسات السريرية والتجريبية لاستكشاف استخدام الخلايا الجذعية في علاج حالات مثل: مرض باركنسون، أمراض القلب، أمراض الكبد، السكري، الضمور العضلي، إصابات الحبل الشوكي، والسكتات القلبية والدماغية.

بعض التطبيقات المحتملة لاستخدام الخلايا الجذعية تشمل:

1- مرض الزهايمر:
يُعد مرض الزهايمر أحد أكثر الأمراض التنكسية العصبية انتشارًا؛ حيث يُصيب نحو 1 من كل 10 أشخاص فوق سن 65 عامًا، ويؤثر على حوالي 5 من كل 10 أشخاص ممن تجاوزوا سن 85 عامًا. يُشكل استخدام الخلايا الجذعية أملًا في ترميم الأنسجة العصبية التالفة وتأخير تقدم المرض.

2- إصابات الحبل الشوكي:
تؤثر إصابات الحبل الشوكي على أكثر من 750,000 شخص سنويًا في الولايات المتحدة وحدها، مما يؤدي إلى إعاقات جسدية شديدة. تسعى الأبحاث إلى استخدام الخلايا الجذعية لتحفيز تجديد الأنسجة العصبية التالفة واستعادة الوظائف الحركية.

3- إعادة بناء العظام:
توفر الخلايا الجذعية أملًا جديدًا لمرضى هشاشة العظام، حيث يتم استكشاف إمكانية استخدامها في تعزيز ترميم العظام وتقويتها. كما تجري أبحاث لتطبيقات الخلايا الجذعية في علاج مرضى باركنسون من خلال استبدال الخلايا العصبية المفقودة أو التالفة.

4- التصلب المتعدد (Multiple Sclerosis, MS):
التصلب المتعدد هو مرض مناعي ذاتي يؤثر على الجهاز العصبي المركزي بشكل تدريجي، مسببًا تلف الميالين الذي يغلف الأعصاب. تُعد الخلايا الجذعية خيارًا واعدًا لإعادة بناء الغلاف العصبي وتحسين جودة حياة المرضى المصابين بهذا المرض.