يُعد تقييم حيوية الخلايا أحد التطبيقات الأساسية لتقنية الفلوسيتومتري، ويُستخدم على نطاق واسع لقياس صحة الخلايا ووظائفها الحيوية. يُجرى هذا التقييم عادةً باستخدام نوعين رئيسيين من الأصباغ، لكلٍ منهما آلية عمل فريدة تُمكِّن من التمييز بين الخلايا الحية والميتة.
1 - الأصباغ القابلة للاختراق عبر الغشاء (Membrane-Impermeant Dyes):
تشمل هذه الفئة أصباغًا لا تستطيع الدخول إلى الخلايا السليمة بسبب سلامة أغشيتها، لكنها تخترق الخلايا ذات الأغشية التالفة وترتبط بمكوناتها الداخلية، مثل الأحماض النووية.
أشهر مثال هو يوديد البروبيديوم (PI)، الذي يُستبعد من الخلايا الحية، لكنه يتداخل مع الحمض النووي في الخلايا الميتة مسببًا إصدارًا فلوريًا يُكتشف بسهولة.
تُعد هذه الخاصية أداة فعالة للكشف عن الخلايا المتدهورة أو الميتة.
تتغلغل هذه الأصباغ في الخلايا السليمة وتخضع لتحولات إنزيمية داخلية تُحوّلها إلى مركبات فلورية.
مثال على ذلك هو Calcein-AM، الذي يكون غير فلوري في حالته الأولية، ولكنه يُصبح فلوريًا بعد التحلل بواسطة إنزيمات الإستيراز داخل الخلية.
يتميز هذا النوع من الأصباغ بقدرته على تحديد الخلايا القابلة للحياة بدقة، إذ يبقى داخل الخلايا الحية ويُصدر إشارات فلورية قوية.
عندما يتضرر الغشاء الخلوي، تفقد الخلية القدرة على الاحتفاظ بالأصباغ النشطة، مما يؤدي إلى انخفاض أو فقدان الإشارة الفلورية.
في بعض التطبيقات، وخاصة التي تتطلب تثبيت الخلايا بعد التلوين، تُستخدم أصباغ مصممة خصيصًا للحفاظ على خصائصها الفلورية بعد عملية التثبيت الكيميائي.
تُعد هذه الأصباغ ضرورية في دراسات مثل التصنيف المناعي، حيث يجب الحفاظ على العلامات الخلوية للتحليل الدقيق.
يُعد استخدام مزيج من الأصباغ القابلة للاختراق والنشطة بالإنزيمات أساسًا في تقييم حيوية الخلايا بالفلوسيتومتري. ويُعد اختيار نوع الصبغة المناسب، خاصة في حال التثبيت، أمرًا بالغ الأهمية للحصول على نتائج دقيقة وموثوقة.